مدججون بالتكنلوجيا الرقميّة ، فإن التقاط أو مشاهدة أو مشاركة الصور لا يتجاوز – كعمليّة – بضع ثوانٍ. و لم تعد مفاهيم – مرتبطة بتكنولوجيا قديمة – كـ ” الكاميرا الفوريّة ” تخطر ببالنا .
و لكن في زمن المخرج السوفيتي ” اندريه تاركوفسكي ” ( 1986) و الذي عاش معظم حياته في زمن لم يعرف بترف الاستهلاك التكنولوجي، لذا كان لزاماً عليه – كحال رفاقه – أنّ يتكيّف مع تكنولوجيا تصوير بدائيّة – نسبيّاً- مستخدما في غالب الأحيان كاميرا ” Polaroid ” و لكن لأنّ تاركوفسكي هو من هو، فإن الموهبة، و الرؤيّة الجماليّة الأصيلة و المتفردة للأشياء و تفاعلات الضوء في المكان و الزمان، كيفت الآلة و خلقت من محدوديّة التقنيّة حالة فنيّة لا محدودة .
و في عام 2006 نشرت دار ” Thames & Hudson ” مجموعة من صور تحت عنوان : ” Instant Light: Tarkovsky Polaroid “
جمعت فيه ” مختارات من صور ” Polaroid ” ملونة التقطاها المخرج بين الأعوام من 1979 إلى 1984 لبيته و لعائلته و لأصدقائه في روسيا و لأماكن زارها في إيطاليا “
و كما يحكي ” Tonino Guerra ” صديق تاركوفسكي ، مستذكراً تلك اللحظات : ” في مراسم زواجي عام 1977 في موسكو ، ظهر تاركوفسكي و معه كاميرا Polaroid ، و قد كان قد اكتشف هذه الآلة منذ مدة قصيرة ، و استخدمها بسعادة غامرة حولنا و بيننا.
[…] لقد تأمل تاركوفسكي كثيراً في ” تبخّر [ في النص الأصلي : Flight ] الزمن و رغب في فعل شيء واحد : أن يوقف ، حتى و للحظات معدودة في صور كاميرا البولاريد “
و هذه مجموعة من الصور التي نُشرت في ذلك الكتاب ، هي خلسة من زمن تاركوفسكي و روحه ، كما هي زمانه الخاص الداخلي و الخالد :
تنويه : جمعت هذه المادة من عدة مصادر